يعتبر إقليم الحوز من الأقاليم الأكثر فقرا بالمملكة حسب مختلف مؤشرات التنمية. إنه إقليم جبلي، حيث الساكنة مرتهنة بالموارد الطبيعية المتوفرة بمحيطها، و من ثمة فإن الأنشطة الاقتصادية الرئيسية ترتبط بالزراعة و الرعي المكثف، و الموارد النباتية المرتبطة بالغابة. و مساهمة في تحسين شروط الحياة لساكنة هذه المنطقة و محاربة الفقر بها أنجز مركز التنمية لجهة تانسيفت مشروعا يهدف إلى تحديد طرق التدخل من أجل تدبير أفضل للموارد الطبيعية بإقليم الحوز و الحظيرة الوطنية لتوبقال التي تم إحداثها منذ 1942.
و قد استهدف هذا المشروع سبل التدخل من أجل تدبير أفضل للموارد الطبيعية بمنطقة الحوز و الحظيرة الوطنية لتوبقال، و ذلك وفق منهجية تشاركية. و قد اعتمد هذا المشروع على العمل على 12 دوارا بوادي أكونديس الذي يشكل رافد الضفة اليمنى لواد نفيس، (بجماعة أجوكاك القروية). و يأمل المركز في تعميم النتائج المحصلة بهذا الوادي بشكل يمكن من المساهمة في تحسين التدخل في المناطق الأخرى للحظيرة الوطنية لتوبقال و إقليم الحوز.
و قد تمحورت أنشطة هذا المشروع حول أربعة أصناف من المواضيع :
1- التقليص من استغلال الخشب (تشجيع استعمال الطاقة المتجددة في تدفئة الأماكن ، و الماء الصحي و طبخ المواد الغذائية و إشراك السكان في إعادة تشجير الأحراش المحاذية للقرى)؛
2- تأهيل الأعشاب العطرية و الطبية و صيانة التنوع الطبيعي الفلاحي (أوراش للتحسيس بأهمية الحفاظ على التنوع الطبيعي و دليل لممارسة جني و غرس الأعشاب العطرية و الطبية)؛
3- إنعاش القدرات البيئية و الثقافية في مجال السياحة البيئية، حيث يمكن تأهيل العمليات المشار إليها سابقا باعتبارها عملا تشاركيا للساكنة مندمجا في التنمية المستدامة لواديها؛
4- أنشطة مهيكلة لقدرات الفاعلين المحليين في تدبير الموارد الطبيعية على التدخل و الدفاع عن ذلك (تنظيم الفاعلين المحليين و تكوينهم في مجال معرفة التنوع الطبيعي و إيجاد الحلول للمشاكل و إكراهات الوسط الطبيعي).
و قد تم إنجاز هذا المشروع بدعم من العديد من شركاء المركز. و انخرطت الساكنة الممثلة بالجماعة و الجمعيات المحلية مباشرة في إنجاز و تتبع و صيانة منجزات المشروع. كما أن هذه الجمعيات المعنية أيضا بالتكفل الجماعي بتدبير الموارد الطبيعية مطالبة بإقامة إطار مهيكل للتشاور لدعم قدرتها على التدبير و الدفاع عن سبله.